ترويض الغضب

هبة غنيم - أخصائية نفسية
برنامج المدافعات عن حقوق الإنسان

تدوينة

19 ديسمبر 2012

العديد من الأحداث أثناء اليوم. أعمال كثيرة واحباطات لا يتم مواجهتها؛ مخاوف وتوقعات الآخرين اتجاهي. صراع بين فكرتي عن ذاتي وما يريده الآخرين منى وما أمتلكه من قدرات حقيقية؛ توقعاتي اتجاه نفسي والمشادة بين ما أريده بصورة حقيقية وبين ما هو متاح ويمكن عملة.

كل هذه الصراعات والتوقعات والركض السريع أثناء اليوم يسبب الضغط. والذي بدوره لا يجعلني قادرة على التعامل بصورة جيدة مع نفسي ومع من حولي؛ دائمة العصبية والتوتر والقلق ولا استطيع التعامل بهدوء؛ التفكير دائما مشوش؛ لا عمل ينجز كاملا دائما... أعمالي منقوصة؛ مخاوف لا مبرر لها دائما تظهر على السطح.

لا أكون عادلة مع نفسي ولا مع الآخرين. لا أرجع الأمور إلي أسبابها الحقيقية وذلك لفقداني قدرة السيطرة على نفسي والمقدرة على الاستماع الجيد وسط الجماعة.

الأهم من ذلك أن صورة الذات بدأت تكون غير واضحة ومشوشة بالنسبة لي، وأصبحت ألقي اللوم على نفسي دائما وأشعر أني غير كفء وغير جديرة بالعمل وغير قادرة على التعامل مع نفسي والآخرين.

بعد فترة من التأمل فيما يحدث قررت أن ابتعد تماما عن كل ما يسبب لي الضغط والإحباطات وذلك حتى استطيع التعرف على السبب الحقيقي لضغطي، فأحيانا تتداخل الأسباب ويكون في حقيقة الأمر أن سببا واحدا فقط هو الذي يشكل العبء ويسبب الإرهاق وتم إهماله فتراكمت عليه مجموعة من الضغوطات.

قمت بإحضار ورقة وقلم، لم أكن أعرف كيف سأقوم باستخدامهما وما إذا كنت سأرسم أو أكتب أو أضع خطوط عريضة تعبر عن الضغوطات. قررت كتابة جميع الأسباب التي اعتقد أنها ضاغطة ومحبطة بالنسبة لي؛ فبدت لي الضغوط بعد كتابتها أكثر وضوحا وترتيبا. فقد كانت قبل أن اكتبها متداخلة وغير مترابطة.

بدأت أتنفس وأسترخي بعد إنهاء الكتابة لكي أتخلص من الضغط المتراكم بعد الكتابة؛ قمت بتنظيم تنفسي بصورة جيدة حتى استطيع التركيز وتكون أفكاري أكثر ترتيبا.

بعدما شعرت بالهدوء والراحة الجسدية، بدأت في قراءة ما قمت بكتابته وأثناء القراءة بدأت الأمور تتضح أكثر وأكثر وأسباب الضغط بدأت في الظهور. قمت بوضع خطوط عريضة حول أهم الأسباب التي جعلتني أشعر بهذا الضغط ودونتها علي ورقة منفصلة. فلابد من التعامل معها وقررت عدم التفكير في السلبيات لأنها تزيد من إحساسي بالعجز والضغط. قمت بتدوين مجموعة من الإيجابيات التي تزيد من إحساسي بالقوة والتي تساعدني في تخطي إحباطي وضغطي.

قمت بعد ذلك بكتابة جميع الحلول الواقعية التي استطيع تنفيذها والتي من الممكن أن تساعدني في تخطى شعوري بالضغط. وكلما شعرت بالغضب أو العجز أو عدم القدرة على التعامل، أعلم أن هناك ضغط ما وأبدأ في ترويضه.

رابط دائمhttp://www.nazra.org/node/165