اول مرة فى سجن النساء بالقناطر الخيرية... عن ناهد شريف المتهمة في أحداث دار القضاء العالي 2011

المصدر: مدونة تفاصيل - http://tafassel.blogspot.com
ريم باشيرى - منسقة
نظرة للدراسات النسوية

تدوينة

6 مارس 2013

روحت يوم 26 فبراير ازور ناهد شريف المتهمة فى أحداث دار القضاء العالي 2011، على باب السجن جنينة كبيرة تحس أن الناس اللي جوا قاعدين جوا جنة الله علي الأرض، على البوابة طلب مننا العسكري إني اسيب تليفوني ومتعلقاتي الثمينة في الأمانات في كشك أمام السجن (كشك الشيخ حسن)، لما استغربت قالي كل الناس بتعمل كده ولما سألته، إزاى كده وأنا عايزه اسيب حاجاتى في أمانات السجن قالي يا أستاذة مافيش أمانات فى السجن، رحت أنا وزميلى للكشك واحنا مستغربين وفعلا لاقينا أن صاحب الكشك بياخد متعلقات الزائرين أمانات مقابل 2 جنيه على كل حاجة تسيبها وبعدين يكتب الاسم على ورقة ويحطهم فى درج قدامه (طبعا إدارة السجن مش مهم عندها أن حاجة الناس تتسرق ولا أن صاحب الكشك ممكن يدعى أنه ماخدش حاجة مش مهم)، وقفنا طابورين رجالة في ناحية وستات فى ناحية تانيه ودخلنا على نقطة التفتيش، في بوابة الكترونية تعدى منها الشنطة بتاعتك وبعدين ندخل على غرفة مقفولة بستارة، واقف فيها سجانة مهمتها التفتيش الذاتى، (الست السجانة سألتني إذا كنت مخبيه أي حاجة في هدومي أو شنطي ممنوعة فقولت لها لأ، فتشت شنطي وبعدين طلبت منى إنى أمد إيدى لفوق عشان تفتشنى ذاتي –صحيح هي ست لكنها مدت اديها فى كل مكان فى جسمى بطريقة مهينة إنسانيا لدرجة إنى حسيت إنى في حفلة تحرش جنسي جماعي– شديت ايديها وزعقت.. التفتيش ده كان ممكن يتم بوسيلة إنسانية .. بس طبعا كان الرد مش ست اللى بتفتشك.

دخلنا ساحة انتظار كبيرة هى مجرد ساحة مافيهاش كراسى والناس قاعدة على الرصيف وقدامنا قاعة صغيرة فيها كشك لبيع المشروبات والمأكولات وفيها غرفتين (المفروض أنهم حمام رجالي وحريمي بقاعدة في الأرض)، وبالرغم من وصولنا السجن الساعة 9:30 الصبح قعدنا منتظرين لغاية الساعة 1 الظهر عشان يسمحولنا بالدخول. جابولنا طفطف عشان ياخدنا مدخل سجن النساء وبعد ما الكل مقطع تذاكر اكتشفنا أن بوابة الزيارة على بعد 10 خطوات من المكان اللى كنا فيه. واكتشفنا ان الزيارة لـ 3 افراد بس واحنا كنا 5 واضطرينا ندفع فلوس ودخلنا احنا كلنا وبعد كده على الباب عصلجوا معانا.

على مدخل بوابة الزيارة وبالرغم من وجودنا جوه أسوار السجن طلبوا مننا نعمل تفتيش ذاتي تاني وبرضه نفس تجربة التفيتش الأولى ونفس الإجابة، دخلنا قاعة الزيارة واللى كانت عبارة عن غرفة الفاصل بينها وبين ماكن السجينات سور شبك وكلها دكك رخام عشان الناس تقعد عليها في الزيارة وطبعا السجانات حولينا وعينهم علينا. كله طبعا قاعد مع بعضه يعنى مافيش أي خصوصية لأي حد. ما علينا. 

دخلت علينا ناهد قاعة الزيارة، أنا أول مرة أقابلها، فأجتنى بابتسامة كبيرة وحضن قوى كأنها تعرفنى من زمان، حكت عن اللى بتقابله فى السجن من رقابة مشددة عليها – دي بتاعت التحرير– وحكت لي إزايأ أن سجينة اتحرشت بيها جنسيا ولما رفضت ده واشتكت حبسوها أنفرادى فى غرفة ضلمة لوحده لمدة أيام، وقالت لي ازاى كانت خايفة وهى فى الحبس الأنفرادى وازاى كانت مرعوبة لأنها حست ان الغرفة مسكونة.

ناهد حكت لي على الظروف الصعبة اللى هى عايشاها اساسا من قبل الثورة، أبوها منفصل عن أمها من 7 سنين وهى اللى كانت بتشتغل وتصرف على أخوتها، قالت لى على طليقها اللى رافض ان ابنها يزورها ومانع حتى جدته من زيارته. قالت لى على البنت الأمن اللى دخلوها عليها فى الحبس تعرف معلومات أكتر منها وعنها، اشتكت أن القضاة اللي نزلت تضامن معاهم واتقبض عليها بسببهم خرجوا وهى اللى اتحكم عليها بالسجن سنتين. وفى وسط كل الصعاب دى سألتنى على الميدان ورفاق الكفاح وطلبت منى ابعت لهم سلامها.

السجن عقاب لمن أخطئ في حق المجتمع بجريمته، لكن ناهد جريمتها فى مجتمعنا أنها ست أمنت بثورة من سنتين ونزلت تناصر قضاء شامخ تدافع عنه.

رابط دائمhttp://www.nazra.org/node/202