نقطة في بحر د. ماجدة عدلي

نقطة في بحر د. ماجدة عدلي
ريم باشيرى - منسقة
نظرة للدراسات النسوية

تدوينة

8 أبريل 2016

 

"إنتى هتعلميني أعمل شمع معطر؟"

 

جملة بتقابلني بيها د. ماجدة عدلي، إحدى مؤسسات مركز النديم كل ما أشوفها، في اجتماع عمل، في لقاء خاطف أو حتى لما أروح لها محملة بأعباء دنيتي، كل مرة تقابلني فيها تفتح دراعاتها على وسعها وتديني حضن يطمن ويخفف، نعمل قهوتنا ونقعد أحكيلها، ودايما بيدور في بالي سؤالين: الأول إزاى الست دي بتقعد تسمعلي بكل الاهتمام ده على الرغم من إنها ممكن تكون قاعدة مع حد قبلي ضحية تعذيب وبيحكيلها عن حاجات تشيب شعر طفل، إزاي بتقعد تسمعلى بكل الاهتمام ده وترد عليا، وازاي بتقعد تقنعني إن اللي بعمله ومؤمنة بيه حاجة كبيرة وبتقارني بنفسها. السؤال التاني اللي عمري ما عرفتله إجابة كان إزاي هي بتعرف تكمل بعد كل اللي سمعته وشافته، منين بتجيب القوة دي؟

 

في آخر سنة 2012 إشتغلت في نظرة للدراسات النسوية، كانت بداية جديدة عليا، وكان بداية معرفتي بدكتورة ماجدة ومركز النديم. كان في أسئلة كتيرة وإجابات منتظرة، وكانت دايما معظم الإجابات: "كلمي دكتورة ماجدة إتأكدي منها".

 

طول السنين اللي فاتت كانت د. ماجدة عدلي والنديم موجودين في أحداث كتيرة، من اغتصابات في الميدان لناجيات محتاجات دعم أو تضامن أو إنهم يكونوا سند لنا.

 

من سنة تقريبا عديت بأزمة قلبت موازين حياتى، خرجت منها مدمرة على كل المستويات، أصحابى كلهم وقفوا جنبى لكن أنا مكنتش قادرة أقوم، وفى يوم دخلت عليا صاحبتي وسندي وقالت لي بثقة اللي لقى مفتاح الجنة: "يا ريم روحي لماجدة واتكلمي معاها". ترددت جدا إني أعمل ده... هي الست ناقصة؟! لكن مع زيادة وطأة الظروف خضعت وكلمتها. ومن غير أي شرح قلت لها: "أنا محتاجة أتكلم معاكي"، ردت عليا وقالتلي: "وأنا مستنياكي يوم (كذا)". رحت لها النديم وأنا بقدم رجل وأخّر عشرة، وسؤال في دماغي ملوش إجابة: "هقول إيه للست دي؟".

 

أول ما قعدت معاها، إتكلمت ورميت عليها حمولي وعيطت، وهي قاعدة تسمعلي وتديني الوقت اللي أنا محتاجاه، وقعدت تتكلم معايا في قد إيه مهم اللي بعمله وأنا أقولها: "أنا ولا حاجة"، فترجع وتقولي: "فاكرة يوم (إيه) كنتي فين وبتعملي إيه؟ طب فاكرة لما قابلتي (فلانة) ورجعت وقالت عليكي إيه؟".

 

وفي يوم تانى إنهارت وقررت قرار سيء جدا. د. ماجدة سابت كل حاجة وجت لي تطبطب عليا وتحضني وتطمني، وحتى لما أختي حاولت تعرف إيه اللي حصل، ردت عليها بحزم: "آسفة، مقدرش أقولك حاجة".

 

أيام كتيرة د. ماجدة تكلمني وتسألنى: "عاملة إيه؟"، وتشجعني إني أعلمها تعمل شمع معطر.

 

ماجدة عدلي الإنسانة والدكتورة.. الست الصعيدية اللي إتعلمت من الدنيا والدنيا علمت فيها لكن متكسرتش، ماجدة عدلي سند لبنات  وناجيات كتيرة وضحايا كتير... حكايتي دي نقطة في بحر ماجدة عدلي.

 

رابط دائمhttp://www.nazra.org/node/480