تطلق نظرة للدراسات النسوية حملة "عام مغلق" في إطار المشاركة في الحملة العالمية "16 يوم من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء"، والتي تبدأ في الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام وهو اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، وتنتهي في العاشر من ديسمبر في نفس العام وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
حملت ثورة 25 يناير 2011 الكثير من الفرص والمساحات لنساء مصر، ليس فقط في الدفاع عن حقهن في دولة مدنية ديمقراطية تصون كرامة مواطنيها، بل أيضاً حقهن في تغيير يمتد لحياة شخصية ومجال عمل ومجال عام لا ينتهكهن أو يميز ضدهن. هذا الحراك الذي استفادت منه النساء وشاركن في صناعته لم يقتصر تاريخه على الأثمان التي تكبدنها بسبب نشاطهن للمطالبة بالتغيير وبسبب كونهن نساء، بل يمتد لنضالاتهن اليومية مع أسرهن وفي مساحات عملهن وداخل مجتمعاتهن الأصغر.
يأتي هذا العام ليسجل تصاعداً مستمراً في حدة الانتهاكات والعنف بحق النساء ومدافعات عن حقوق الإنسان ومنظمات نسوية، ما بين حملات قبض واسعة ضمت أعداداً من المتظاهرات، وعمليات قبض واختطاف واحتجاز لمدافعات عن حقوق الإنسان، واستهداف لناشطات ومنظمات نسوية، بالإضافة إلى حملات تشويه وتحريض ضد نساء ومنظمات نسوية.
واجهت عديد من النساء انتهاكات بالغة وجرائم تعذيب ضد نساء ومدافعات عن حقوق الإنسان داخل السجون ومقار الاحتجاز وحملات لتشويههن ونبذهن مجتمعياً، الأمر الذي جعل المجال العام مغلق أمام النساء ويهدد أمنهن وسلامتهن.
من هنا تطلق نظرة حملتها هذا العام في ال 16 يوم العالمية لمناهضة العنف ضد النساء، لتحمل سؤال حق النساء في حياة أفضل وفي وطن يحترمهن ويضمن سلامتهن ولا يميز ضدهن، مع كامل الإدراك أن هذا الاستهداف والانتهاكات المستمرة التي تطال النساء بسبب آرائهن أو نشاطهن كسياسيات وعاملات وصحفيات ومحاميات ومدافعات عن حقوق الإنسان وعن حقوق النساء وتطال المنظمات النسوية لا تشكل فقط تقييداً لحقهن في المجال العام بل تمثل تعزيز للقيم والأطر الأبوية التي تتعرض لها النساء في المجال الخاص والعام وتحرمهن أبسط حقوقهن وتشجع على مزيد من العنف والتمييز ضدهن.
تهدي نظرة حملة "عام مغلق" لكل النساء اللاتي ناضلن عبر تاريخ مصر ضد التمييز والعنف والقهر، وخاصة نساء وفتيات ثورة يناير اللاتي ناضلن من أجل مستقبل أفضل، وفي قلبهن الحركة النسوية المصرية التي يحفل تاريخها بالنضالات والتضحيات من أجل الدفاع عن حقوق النساء.
وبشكل خاص تهدي نظرة حملتها هذا العام للناشطة النسوية أسماء دعبيس، والصحفية إسراء عبد الفتاح، والمحامية ماهينور المصري، المحتجزات الآن بالسجون المصرية بسبب نضالاتهن من مواقع مختلفة كمدافعات عن حقوق الإنسان.